يبدو أن مشكلة تساقط آلاف القتلي يوميا بسبب حوادث السيارات ليست مقصورة علي الدول النامية وحدها, بل تعانيها دول العالم كله, فحسب الأرقام, التي أذاعتها الأمم المتحدة أخيرا, تقتل حوادث المرور نحو1,2 مليون شخص سنويا في العالم, وتصيب ما بين30 و50 مليونا آخرين بإصابات مختلفة بعضها عاهات مستديمة.
وبهدف خفض عدد ضحايا حوادث السيارات, رحبت الجمعية العامة للأمم المتحدة باقتراح روسي بعقد واستضافة أول اجتماع وزاري من نوعه لبحث أمن وسلامة الطرق في العام المقبل. وشجع القرار ـ الذي اتخذ بالإجماع أمس الأول ـ الدول الأعضاء في الجمعية العامة علي مواصلة تعزيز تعهداتها بزيادة أمن الطرق, والمشاركة في مشروعات الأمم المتحدة لكبح نزيف الأسفلت, خاصة في الدول النامية. وركز القرار علي حاجة جميع الدول إلي إبداء المزيد من الاهتمام والتنبه لأهم وأخطر خمسة عوامل تؤدي إلي سقوط القتلي في حوادث الطرق, وهي: عدم استخدام حزام الأمان, وتأمين الأطفال الموجودين في السيارة, وعدم ارتداء الخوذة بالنسبة لسائقي الدراجات النارية, وشرب الخمور, والسرعة الزائدة, وسوء حالة البنية الأساسية للطرق.
يضاف إلي ذلك ما يشهده الكثير من البلدان النامية من سلوكيات متهورة في القيادة مثل السير في الاتجاه المعاكس, وقطع الطريق بشكل مفاجئ, والاستهتار واللامبالاة في القيادة, وعدم الالتزام بالحارات المرورية, بالإضافة إلي الجهل بأبسط قواعد المرور, أوالضرب بها عرض الحائط. وحذر مندوب سلوفينيا في الأمم المتحدة, متحدثا عن الاتحاد الأوروبي, من أن الفشل في العمل السريع والفعال للحد من حوادث الطرق سيؤدي إلي مضاعفة عدد قتلي الحوادث في عام2020.
وقال: إن حوادث الطرق تقتل سنويا عددا مساويا لما تقتله أمراض مثل السل والملاريا في العالم, واعد من الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأشخاص الذين يتراوح عمرهم ما بين15 و50 عاما, فضلا عن أنها تؤدي إلي خسائر بمليارات الدولارات سنويا.
ربنا يستر يا رب على كل الناس